- صلى الله عليه وسلم - يقود الجيش ببعض الطريق. فصحبه راجعًا مع الجيش إلى مكة.
وعندما عسكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - مجيشه في مَر الظهران ورأى العباس بن عبد المطلب ضخامة هذا الجيش خشى منه على قومه في مكة. فتحركت في نفسه عوامل الشفقة عليهم، وخاف أن يجتاح الجيش النبوى مكة عَنْوة فيبيد خضراء قريش. وقد عبر العباس عن هذا الفزع والخوف على قومه بقوله:(وهو يلقى بنظره على ذلك الجيش اللجب المنتشرة كتائبه في وادي مرَّ الظهران): واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة قبل أن يأتوه ويستأمنوه، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر (١).
العباس يسعى لإِيجاد مخرج لقريش من الهلاك
ولم يقف العباس عند الإِعراب عن التخوف على قريش من أن يجتاحها الجيش النبوى فيبيدها بحد السيف. بل لقد فكر في أنه لا بد من أن يصنع شيئًا ينقذ به قريشا من كارثة محققة باتت وشيكة الوقوع على يد الجيش الذي بات يتحفز للهجوم على مكة والذي كانت لديه التعليمات لسحق كل من يعترض سبيله، وهو يقوم بعملية إنهاء الوجود الوثنى فيها.
ولم يطل التفكير بالعباس بن عبد المطلب. فبعد أن تكونت لديه القناعة الكافية بأن لا نجاة لقومه قريش من الكارثة المحيقة بهم إلا بأن يسارعوا بالخروج إلى النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - ويطلبوا منه الأمان بعد أن يعلنوا الاستسلام الكامل كى يعتبر الجيش النبوى مكة مدينة مفتوحة فلا يتعرض لأحد من أهلها .. بعد أن تكونت لدى العباس هذه القناعة. قرر أن يسعى بنفسه لإِبلاغ قومه في مكة هذه الحقيقة. وينصحهم بأن يسارع وفد من زعمائهم لمفاوضة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أساس الاستسلام وطلب الأمان قبل أن يشرع جيشه في اقتحام مكة عنوة.
[التقاء العباس بصديقه أبي سفيان عند الأراك]
ورغم أن الوقت الذي اتخذ فيه العباس فيما بينه وبين نفسه، هذا القرار