للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجمعنا السيوفا

نسائلها ولو نَطَقَتْ لقالت ... قواطعهُنّ دَوْسا أو ثقيفًا

فلست لحاضر إن لم تروها ... بساحة داركم منها ألوفا

فننتزع الخيام ببطن وجِّ (١) ... ونترك دورهم منها خلوفًا

فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يزد على ذلك. فجعل الصحابة يقولون: والله ما بين لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، ما ندرى بمن يبدأ بقريش أو ثقيف أو هوازن (٢).

[عدد قوات الجيش النبوى المتحركة من المدينة]

لقد أجمع المؤرخون وأصحاب السير على أن الجيش الذي زحف به الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مكة لم يكن أقل من عشرة آلاف مقاتل. وبعضهم يقول: إنه بلغ اثنى عشر ألفًا.

غير أنه من المؤكد أن القوات المتحركة من المدينة ليست كل الجيش. لأن بعض القبائل المسلمة البعيدة من المدينة, مثل سليم (٣) الحجاز. لم تنضم إلى الجيش النبوى إلا بعد أن خرج من المدينة.

[نسبة عدد الأنصار والمهاجرين في الجيش المتحرك من المدينة]

أما القوات الرئيسية التي تحرك بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المدينة فقد بلغت سبعة آلاف وأربعمائة (٧٤٠٠) مقاتل وتفصيل نسبة الأنصار والمهاجرين والقبائل الأخرى فيها هي على النحو التالي:


(١) وج (بكسر أوله) واد شهير من وديان الطائف الرئيسية. وهو اليوم يشق مدينة الطائف بعد أن اتسع عمرانها فانتشرت فيها البيوت والعمارات الحديثة على ضفتى هذا الوادي.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٠٢.
(٣) اسم سليم (بضم أوله) اسم لعدة قبائل عدنانية وقحطانية، ولكن سُليما هؤلاء: هم القبيلة العظيمة المشهورة. وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عبدنان تنتشر بطون سليم هؤلاء من عالية نجد حتى تلامس حدود بني نصر بن معاوية من هوازن.

<<  <  ج: ص:  >  >>