جيشان، لم أجد لهذه القبيلة ترجمة في شيء من المعاجم، ويظهر أنها فخيذة من اليمن، قال ابن سعد: بلغني عن عمرو بن شعيب قال: قدم أبو وهب الجيشانى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من قومه فسألوه عن أشربة تكون باليمن، قال فسموا له البتع من العسل والمزر من الشعير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تسكرون منها؟ قالوا: إن أكثرنا سكرنا، قال: فحرام قليل ما أسكر كثيره. وسألوه عن الرجل يتخذ الشراب فيسقيه عماله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كل مسكر حرام (١).
- ٧٠ -
[وفد السباع]
وحتى السباع أرسلت وفدها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الوفد، فعن شعبة بن عبادة عن عبد المطلب بن عبد الله بن حنظب، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس بالمدينة في أصحابه أقبل ذئب فوقف بين يديه فعوى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذا وافد السباع إليكم، فإن أحببتم أن تفرضوا له شيئًا لا يعدوه إلى غيره، وإن أحببتم تركتموه وتحذّرتم منه، فما أخذ فهو رزقه، فقالوا: يا رسول الله، ما تطيب أنفسنا بشيء، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصابعه الثلاث، أي خالسهم، فولَّى وله عسلان.
وفي رواية للأمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبها الراعى فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقى الله تنزع مني رزقا ساقه الله إليّ، فقال يا عجبا ذئب مقع على ذنبه يكلمنى كلام الإنس فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك، محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيثرب يخبر الناس بما قد سبق. قال: فأقبل الراعى يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزاواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله