للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوامر الخاصة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بالانسحاب أو يفنى، ثم نهى الذين استأذنوه، ولم يسمح لهم بمغادرة الجبل بل أمرهم بالبقاء في مراكزهم.

ولكن الأكثرية في الجبل من الرماة (ولأمر يريده الله) تمردوا على قائدهم، وتركوا مواقعهم في الجبل والتحقوا بسواد الجيش للمشاركة في جمع الغنائم {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (١) فبقى القائد ابن جبير في الجبل منفردًا مع أقلية دون العشرة أطاعوه.

[نزول الكارثة بالمسلمين]

وبانسحاب أكثرية الرماة من الجبل انكشفت مؤخرة الجيش الإسلامي تمامًا، حيث بقيت دونما حراسة كافية، لأن عشرة من رماة النبل لا يمكن أن يقفوا في وجه مائتين من الفرسان الغائصين في الحديد.

ولم يكن من السهل إبلاغ المسلمين بما حدث ولأن خالد بن الوليد لم يترك فرصة لقائد الرماة ومن بقى معه لينبهوا المسلمين إلى ما حدث على الأقل.

فقد لمح قائد سلاح فرسان مكة (الذي كان يراقب موقع الرماة في الجبل مراقبة شديدة) لمح ترك أكثر الرماة لمراكزهم في الجبل فاهتبل الفرصة على عجل، وصاح في كتيبته من الخياله آمرًا بالهجوم على المسلمين من الخلف ..

فاندفعت خيل المشركين تسابق الريح (يقودها خالد وعكرمة ابن


(١) آل عمران: ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>