للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان العهد قائمًا بين المسلمين واليهود جاء الحبر فنحاص إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وشكا أبا بكر فحقق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأمر، فلم ينكر الصديق ما صنع، وأبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمقالة اليهودى تلك والتي من أجلها ضربه، فأنكر اليهودى أنه قال: "إن الله فقير" فأنزل الله تعالى ردًّا على فنحاص وتصديقًا لأبي بكر - رضي الله عنه - {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}، الآية (١).

وكجزء من الحرب الباردة الواسعة العنيفة التي يشنها اليهود على الإسلام ونبي الإسلام في المجتمع اليثربى، كان هؤلاء اليهود ينددون ويشهرون (علنا) بمن هداه الله منهم للإسلام وينالون منه لئلا يتأثر أحد به فيسلم، فعندما أسلم عبد الله بن سلام (وهو من أحبارهم) وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد وغيرهم من يهود، قام اليهود في المدينة بحملة تشهير ضدهم، وذهب الأحبار الكفرة في الأوساط اليهودية والمنافقة يقولون .. ما آمن بمحمد ولا اتبعه إلا شرارنا، ولو كانوا من أخيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره، فأنزل الله تعالى في ذلك: {لَيسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} (٢).

[مساومة الرسول لفتنته]

بل لقد بلغت بهم الجرأة إلى مساومة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في رسالته، فحاولوا إغراءه ليكذب على الله فيكونوا له أتباعًا، فقد تباحث أربعة من


(١) آل عمران: ١٨١.
(٢) آل عمران: ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>