عليهم - إن هؤلاء الأَفريقين وحوش، والله وحوش، فقال له: وكيف؟
قال: تصور أَن أَحدهم عضني وأَنا أَقتله ... !
[الحملة تتحرك]
بعد أَن سمع النبي بدخول قافلة العدو إلى التراب الحجازي تحرك من المدينة بجيشه للاستيلاء عليها ..
ومن الواضح جدًّا .. أن استنفار عساكر الإِسلام بالمدينة من أَجل الاستيلاء على هذه القافلة، لم يكن تجنيدًا إجباريًا (كما هي العادة في المعارك الكبرى التي يستعد الرسول لخوضها كمعركة أُحد) بل كان نداءُ الرسول للجيش هنا بمثابة ترغيب فقط.
فقد جاء في ندائه قوله ... هذه عير قريش فيها أَموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها.
ولذلك تخلف كثير من الصحابة في المدينة عن الاشتراك في معركة بدر التي لم يكن أحد من المسلمين يتوقع حدوثها عند خروجه من المدينة.
ولم ينكر الرسول على أَحد من المتخلفين، بل ولم يستحثه على الخروج مع الحملة، بل ترك الأَمر للرغبة الخاصة، والاختيار المحض.
ومن المؤكد أَن الذين لم ينخرطوا في سلك الجيش الذي خرج لملاقاة العير، لو كانوا يعلمون أَن الرسول سيصطدم بجيش مكة ذلك الاصطدام العنيف في بدر، لما تخلف منهم قادر على حمل السلاح. ولكنهم اعتقدوا (جازمين) أَن الصدام لن يكون عنيفًا عند التصدي للقافلة، بل قد لا يكون هناك صدام إذ من المتوقع أَن يفر حرس العير - وهم