للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجيره، فتركهـ في بنيته، ثم ذهب الي الرسول وطلب له الأمان فوهبه له وأجله ثلاثًا، وأقسم إن وجده بعدها قتله.

فلما خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعه عثمان، اغتنم معاوية هذه الفرصة وصار يتجسس على المسلمين لحساب قريش، فلما عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من حملة حمراء الأسد (وذلك في اليوم الرابع من المهلة التي أُعطيت له) خرج معاوية هاربًا فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة وعمار بن ياسر أن يتعقباه ويقتلاه فوجداه على بعد ثمانية أميال من المدينة فقتلاه (رميًا بالنبل) (١).

[القرآن يتحدث عن المعركة]

وقد تحدث القرآن الكريم عن معركة أُحد بإسهاب، فقد أنزل الله تعالى فيها ستين آية، تناولت مجمل الأحداث والتطورات والتحولات المفاجئة والانتكاسات التي أصابت المسلمين في هذه المعركة الرهيبة.


= ٣٠ (كذلك عتبة بن أبي وقاص) أخو سعد بن أبي وقاص قتله حاطب بن أبي بلتعة عندما هاجم الرسول صلى الله عليه وسلم ساعة الانتكاسة وكسر رباعيته، كما ذكر ذلك في السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٧، كما أنه أيضًا جاء في السيرة الحلبية ج ٢ ص ٤٥ أن الحارث بن الصمة رأى سبعة من قتلى المشركين (أثناء الانسحاب إلى الجبل) بين يدي عبد الرحمن بن عوف فقال له (ظفرت يمينك) أكل هؤلاء قتلت؟ فقال ابن عوف، أما هذا وهذا فأنا قاتلتهما وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره، ثم رجح ابن برهان الدين في السيرة الحلبية أن يكون الخمسة الآخرون قد قتلتهم الملائكة (دفاعًا عن عبد الرحمن بن عوف)، وقد فصلنا قصص مصارع هؤلاء القتلى في موضعها من كتابنا هذا فليرجع إليه فهولاء خمسة عشر قتيلا من المشركين لم يذكرهم بن إسحاق فيما رواه عنه ابن هشام في السيرة النبوية، فعلى هذا يكون عدد قتلى المشركين (في معركة أحد) سبعة وثلاثين لا اثنين وعشرين، والله أعلم.
(١) تجيز قوانين الحرب والحياد - حتى في القرن العشرين - قتل الجاسوس في أيام الحرب لخطورة عمله على مصير المقاتلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>