للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا بالتأكيد يدل على أن يهود بنى قينقاع قد بدر منهم ما يدل على أنهم عازمون على سلوك درب البغي والعدوان الذي سلكته قريش، ولولا ذلك ما ذكرهم (دون اليهود) بما أصاب قريشًا في معركة بدر.

[بنو قينقاع يغلظون القول للنبي]

ولكن هؤلاء اليهود كان جوابهم في ذلك المؤتمر على النصح النبوى الصادق غاية في الغطرسة المشوبة بالوقاحة والتحدى، مما أعطى الدليل على تصميم هؤلاء اليهود على سلوك طريق العنف والتهديد بالحرب، وذلك أن جوابهم على نصح النبي القائد وتحذيره لهم بأن يلتزموا نصوص المعاهدة ويعيشوا آمنين مطمئنين بعيدين عن إثارة الشغب وتعكير الأمن، كان التهديد بالحرب بل دماعلانهم الإستعداد لهذه الحرب، فقد قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك المؤتمر بسوقهم: "أترى أنا قومك (يعني قريشًا) لا يغرنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، أما نحن، أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس" (١).

وأمام هذه الاستفزاز والتحدى الذي فهم منه النبي - صلى الله عليه وسلم -، أشياء، لا بد من أن يفهمها كقائد أعلى مسئول، كظم غيظه ولم يتخذ ضدهم أي إجراء كرد على هذا التحدى والتهديد، إلا أن المسلمين بعد هذا المؤتمر ظلوا متيقظين يرقبون الأحداث في انتظار ما ستتمخض عنه الليالى.


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>