نظرتهم إِلى المشكلة، وهذا التطور هو نجاح النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاتصال بأَهل يثرب وإِقناع الكثير منهم باعتناق الإِسلام، ثم إِقامة حلف عسكري بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - يہمنعونه بموجبه كمھايھمنعون أَنفسهم ونساءَهم وأَولادهم.
فقد كان من عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يغتنم فرصة كل موسم من مواسم الحج فيعرض نفسه على قبائل العرب ويشرح لهم دعوته وأَهدافها، ويدعوهم إلى الإِسلام.
وأَثناءَ هذا العرض اتصل ببعض رجالات قبيلتى الأَوس والخزرج (١) من سكان يثرب، وهم من قبائل قحطان، وأَقوى القبائل العربية وأَمنعها في الجزيرة.
أَول لقاء بين النبي صلى الله عليه وسلم والأَنصار
وكان أَول من لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة ستة نفر من شباب الخزرج، التقى بهم - صلى الله عليه وسلم - في موسم الحج عند العقبة من منى، فقال لهم .. من أَنتم؟ ؟ .
قالوا .. نفر من الخزرج ..
قال .. أَمن موالى يهود؟ ؟ . أَى حلفاءِهم.
قالوا: نعم. قال: أَفلا تجلسون أَكلِّمكم؟ .
قالوا: بلى .. فجلسوا معه، فشرح لهم حقيقة دعوته، ودعاهم إلى الله عزَّ وجلَّ، وعرض عليهم الإِسلام، وتلا عليهم القرآن، فوقع قوله من نفوسهم موضع الرضى والقبول، واستبشروا به خيرًا.
(١) انظر ترجمة هاتين القبيلتين في كتابنا (غزوة أحد).