للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان هؤلاءِ الرهط من عقلاءِ يثرب التي أَنهكتها الحرب الأَهلية المستعر لهيبها بين الأَوس والخزرج، فأَمَّلوا أَن يضع الله بدعوته حدًّا للحرب الأَهلية المدمرة الناشبة في يثرب.

فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أَن قبلوا ما عرض عليهم من الإِسلام -: إِنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أَن يجمعهم الله بك.

وأَبدوا استعدادهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - أَن يكونوا رسل دعوته إِلى أَهل يثرب قائلين:

فسنقدم عليهم، فندعوهم إِلى أَمرك، ونعرض عليهم الذي أَجبناك إِليه من هذا الدين، فإِن يجمعهم الله عليه فلا رجل أَعز منك، فكان هؤلاء النفر أول من أَسلم من الأَنصار.

وكان هذا اللقاءُ بين النبي وأَهل يثرب سنة ثلاث قبل الهجرة (على أَغلب الظن).

وبعد أن أسلم هؤلاء، حملوا إلى المدينة (ولأَول مرة) رسالة الإِسلام، وصاروا يبثونها (بكل جد وإِخلاص) بين قبائلهم في يثرب فلم يستدر العام إِلا وقد انتشر ذكر النبي في كل دار من دور أَهل المدينة.

وأَسماءِ رجال هذه الطليعة المباركة هم:

١ - أَسعد بن زرارة (من بنى النجار). (١)


(١) هو أَسعد بن زرارة بن عبدس بن عبيد، الأنصاري النجارى الخزرجى، كان طليعة الشباب اليثربى المسلم. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان نقيبًا على قبيلته في بيعة العقبة الثانية (وهي المعاهدة العسكرية الأولى التي عقدت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار)، ولم يكن في نقباء الأنصار الإثنا عشر أصغر سنًّا من أسعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>