فغاظ ذلك حييًا، فقال لكعب. . لا والله ما أغلقت دونى إلا تخوفًا على جشيشتك (١) أن آكل معك منها" فخجل منه كعب (على أثر هذا الكلام اللاذع) ففتح له.
فقال له حيى. . ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر، جئتك بقريش حتى أنزلتهم بجمع الأسيال وبغطفان حتى أنزلتهم بجانب أُحد. قد عاهدونى وعاقدونى أن لا يبرحوا حتى يستأصلوا محمدًا ومن معه.
فقال له كعب. . جئتنى والله بذل الدهر، وكل ما يخشى، فإني لم أر في محمد إلا صدقًا ووفاء. . جئتنى يا حيى بجهام قد هراق ماؤه فهو يرعد ويبرق ليس فيه شيء. يعني بذلك كعب: أن جيوش الأحزاب على كثرتها وعظمتها ليست إلا كالسحاب العظيم الذي تصك رعودة الآذان ويخطف برقة الأبصار وليس فيه قطرة ماء.
ثم أردف كعب قائلًا. "ويحك يا حيى فدعنى وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقًا ووفاءً".
ولما ألح حيي بن أخطب في كلامه وأخذ بأسلوبه الخادع الماكر يؤثر في نفوس القوم دعا سيد بنى قريظة كعب بن أسد إلى اجتماع حضره جميع زعماء وقادة بنى قريظة للتشاور في الأمر وبحث ما عرضه عليهم سيد بنى النضير من الانضمام إلى جيوش الأحزاب ونقض العهد الذي بين قريظة والمسلمين.
[أحد زعماء اليهود يحذر من نقض العهد]
وفي هذا المجلس تكلم أحد عقلائهم من القادة وهو عمرو بن