وجاءت اللحظة الحاسمة، ووقف سعد بن معاذ ليعلن كلمته النهائية في يهود بني قريظة، وأرهف هؤلاء اليهود أسماعهم مشدودة ناحية حليفهم (الحكم سعد) الذي أصبح مصيرهم جميعًا في يده، وسمروا أبصارهم عليه في جزع وقلق وركضت قلوبهم الخبيثة بين جنوبهم ووقفت نبضاتها في انتظار النطق بالحكم عليهم.
وحتى الذين في المعسكر من المسلمين، شدت أبصارهم ناحية الحكم (سعد) وخاصة قومه الأوس الذين بذلوا كل مساعيهم لتخفيف الحكم على حلفائهم.
شدت أبصار الجميع إلى سعد ليروا كيف يصدر حكمه على حلفائه اليهود.
لأن الجميع (وحتى النبي القائد) لا يعلمون ما هو الحكم الذي سيصدره سعد على هؤلاء اليهود.
وصدر الحكم النهائي، وكان صارمًا قويًّا ورهيبًا.
[سعد يحكم بالإعدام على اليهود]
فقد حكم سعد بن معاذ بالإعدام (ضربًا بالسيف) على كل من بلغ الحلم من رجال يهود بني قريظة.
كما حكم (كذلك) أن تسبى نساؤهم وذراريهم وأن تصادر جميع ممتكاتهم (المنقولة وغير المنقولة) على أن يكون كل ذلك غنيمة للمسلمين