للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحاربين الذين حاصروا هؤلاء اليهود واستنزلوهم من حصونهم (١).

إلا أن سعدًا (وقد فوض في أمر اليهود تفويضًا مطلقًا) حكم باجتهاد منه، أن تكون ديار يهود بني قريظة كلها للمهاجرين دون الأنصار، وذلك لأن المهاجرين ليس لهم في المدينة بيوت، لأنهم قد تركوا كل ممتلكاتهم في مكة عند المشركين عندما فروا بدينهم وهاجروا إلى المدينة.

وقد برر سعد حكمه هذا (عندما عارضه بعض الأنصار بقوله لهم .. إني أحببت أن يستغنوا عنكم (٢). قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي .. عن عائشة رضي الله عنها قالت: أصيب سعد يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النبي خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل، وهو ينفض رأسه من الغبار فقال .. قد وضعت السلاح، والله، ما وضعته، أخرج إليهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فأين؟ ، فأشار (جبريل) إلى بني قريظة.

فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعد بن معاذ، قال (أي سعد) فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم.


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٤٠، وتاريخ ابن خلدون ج ٢ القسم الأول ص ٧٧٩، وطبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ٧٧، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ١٢٧.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>