للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن سعد في طبقاته الكبرى -يصف استسلام بني قريظة- فأخذهم من الغم في حصنهم ما أخذهم، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ (١)، فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم، قال حميد .. قال بعضهم .. وتكون الديار للمهاجرين دون الأنصار، قال فقالت الأنصار -معارضين- إخواننا كنا معهم، فقال (سعد) إني أحببت أن يستغنوا عنكم (٢).

وبعد أن صدر الحكم على اليهود من سعد، لم يبد قومه الأوس أية معارضة، لأنه قد أخذ عليهم (مسبقًا) العهد والميثاق أن ليس لأحد منهم المعارضة أو التعقيب على حكمه ..

أما اليهود فقد صعقوا لهذا الحكم الصارم وعلاهم الذهول وخيم عليهم الوجوم، ولم يرو أحد من المؤرخين أن هؤلاء اليهود ناقشوا هذا الحكم أو عارضوه بأي احتجاج.

لأن ذلك ليس لهم, لأنهم (أولًا) قد نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دونما قيد أو شرط، ولأنهم (ثانيًا) قد وافقوا بعد استسلامهم على تحكيم سعد- عندما أخذ موافقتهم قبل إصدار الحكم.

وبعض المؤرخين يذكر أن اليهود لما اشتد عليهم الحصار وافقوا على الإستسلام للقوات المحاصرة بشرط أن يحكم فيهم حليفهم سعد بن معاذ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وافق على هذا الشرط.

والذي عليه جمهرة المؤرخين وأصحاب الحديث والمغازى أن


(١) انظر ترجمة سعد بن معاذ في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(٢) طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٧٧ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>