للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متمرد مرتد لمحاربة الإِسلام، محاولًا (وهو يقود قومه فزارة وبنى أسد) أن يحتل المدينة وينهى حكم الإِسلام فيها، وذلك أثناء غياب أكثرية العسكر الإِسلامي الذين كانوا قد غزوا الشام بقيادة أسامة بن زيد الكلبي.

ولكن الخليفة الأول بمساندة قبيلة مزينة الباسلة صدَّ ذلك الهجوم ودحر عيينة بن حصن والعصاة المرتدين الذين كان يقودهم.

وعندما نشبت معركة بزاخة الرهيبة بين المسلمين من جهة بقياد خالد بن الوليد، وبين طليحة بن خويلد الأسدي. كان عيينة هذا قائدا عامًا لجيوش غطفان المرتدة ونائبًا عن طليحة في قيادة الجيوش المرتدة كلها. في بزاخة.

وعندما وقع عيينة في الأسر وجئ به إلى المدينة، وانطلق صبيان المدينة يجرون خلفه ويعيّرونه قائلين: هذا المرتد عن الإِسلام فيقول لهم: والله ما لامس الإِسلام قلبى حتى أخرج منه. وقد اختلف المؤرخون في أمر عيينة بن حصن، فمنهم من يقول: أنه جرى إعدامه كزعيم من زعماء الردة، ومنهم من يقول: إنه أسلم وتاب وحسن إسلامه بعد أن عفى عنه الخليفة الصديق. والله أعلم بالصواب.

[خالد بن الوليد يطلب المبارزة]

وذكر المؤرخون أنه أثناء حصار المسلمين للطائف برز قائد سلاح الفرسان خالد بن الوليد متحديا شجعان ثقيف طالبا منهم المبارزة ولكنهم أحجموا ولم يخرج منهم أحد من الحصن فقد نادى خالد: من يبارز فلم يطلع إليه أحد من ثقيف وظلوا مختفين وراء أسوار وأبراج حصنهم، وكرر ذلك النداء طالبًا البراز فلم يبرز إليه أحد.

ثم (أخيرًا) قام سيد ثقيف وزعيمها عبد ياليل فنادى خالدا وأبلغه أن أحدا من ثقيف لن يبرز إليه. وأنهم يفضلون الاعتصام بحصنهم قائلًا: لا ينزل إليك منا أحد، ولكن نقيم في حصننا فإن به من الطعام ما يكفينا سنين، فإن أقمت حتى يذهب هذا الطعام، خرجنا إليك بأسيافنا جميعًا حتى نموت عن آخرنا (١).


(١) السيرة الحلبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>