المحتشدين من الأعداء على حين غرة، وكان (زيادة في إخفاء خبر هذه الحملة) يسير الليل ويكمن النهار حتى وصل مكان التجمع.
ولكن المحتشدين في دومة الجندل نقلت إليهم استخباراتهم خبر تحركات المسلمين قبل وصولهم إليهم بيوم تقريبًا، فبمجرد علم هؤلاء الأعراب المجتمعين في دومة الجندل بدنو الجيش الإسلامي من بلادهم انتابهم الرعب والخوف فتفرقوا بسرعة تاركين منازلهم فرارًا بأرواحهم.
وكان الدليل العذرى، قد أرشد المسلمين إلى المراعي التي فيها سوائم بنى تميم، فداهم الجيش للك المراعي فاستولى على عدد كبير من مواشيهم، وقد فر الرعاة بما أمكنهم الفرار به من المواشى.
[نجاح الحملة]
ثم واصل الجيش تقدمه حتى نزل منازل القوم فلم يجد بها أحدًا فعسكر بها أيامًا وبث الدوريات العسكرية للتتعقب فلولهم، فانتشرت في المنطقة، ولكنها وجدتهم قد تفرقوا واختفوا، ولم تجد الدوريات إلا رجلا واحدًا أتوا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن قومه، فأخبره أنهم هربوا قبل وصول الجيش بيوم واحد. فعرض عليه الرسول، الإسلام فأسلم.
[المغزى البعيد للحملة]
ولا يستبعد أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قصد بهذه الحملة العسكرية