خرج إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من زعماء اليهود.
ولدى اجتماعهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في مقر قيادته حول الحصون حول التفاوض بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين كنانة بن أبي الحقيق وباقي الوفد، حول الطريقة التي يتم بها تسليم ما تبقى من منطقة خيبر للمسلمين، وهو القسم الثاني من المدينة.
وقد حاول الوفد اليهودى (برئاسة كنانة بن أبي الحقيق)، الحصول على شروط وضمانات مثل التي يحصل عليها أهل الذمة الذين يقبلون الدخول في مفاوضات مع قائد الجيش الإسلامي قبل إعلان الحرب، فيعقدون معه الصلح الذي بموجبه يكون لهم حق البقاء في بلادهم مع الاحتقاظ بأموالهم وممتلكاتهم، وإعفاء نسائهم وذراريهم من السبى وحقن دماء الجميع، مقابل دفع شيء معين للمسلمين وهو الجزية، مع الاعتراف بسلطان الإِسلام والخضوع لأحكام قانونه.
[حقن الدماء والأعفاء من السبي فقط]
ولكن استعداد كنانة بن أبي الحقيق ووجهاء وأعيان وقادة اليهود في الشطر الثاني من خيبر للصلح جاء متأخرًا.
ذلك أنهم لم يبدوا استعدادهم للتسليم على أساس الصلح، إلا بعد أن قاوموا أشد المقاومة وامتنعوا بحصونهم، وحاربوا المسلمين وقاوموهم إلى درجة عجز الجيش الإسلامي معها عن اقتحام حصونهم الثلاثة (الوطيح والسلالم والقموص) بالرغم من المحاولات الهجومية التي استمرت حوالي نصف شهر .. الأمر الذي جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعد لنصب آلات التدمير (المنجنيقات) لضرب أبراج الحصون وأسوارها ليسهل على المسلمين اقتحامها، وهو الإجراء الذي جعل كنانة بن أبي الحُقيق والمدافعين عن هذه الحصون، يوقنون بالهلاك ويفكرون في المفاوضة والتسليم بعد أن تأكدوا أن مقاومتهم لن تجدى نفعًا إذا ما تمكنت منجنيقات الجيش الإسلامي من تهديم أبراج وأسوار الحصون التي امتنع فيها هؤلاء اليهود وقرروا محاربة المسلمين حتى النهاية.