للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استشهد، فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا له ثم قال: استغفروا لأخيكم فإنه شهيد دخل الجنة، فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة، ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة فاستشهد ودخل الجنة معترضًا. فشق ذلك على الأنصار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أصابه الجراح. قيل: يا رسول الله؛ ما اعتراضه؟ قال: لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع، فاستشهد فدخل الجنة. قال الراوي فسرى عن قومه (١).

[رواية ابن إسحاق]

وجاء في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق: ولما أصيب القوم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني-: أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا. قال: ثم صمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تغيرت وجوه الأنصار. وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون، ثم قال: ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم قال: لقد رفعوا إلى في الجنة، فيما يرى النائم، على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة إزورارا عن سريرى صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا وتردد، ثم مضى (٢).

[جناحان بدل اليدين لجعفر في الجنة]

قال الحافظ ابن حجر: وفي الجزء الرابع من فوائد أبي سهيل بن زياد بن القطان من طريق سعدان بن الوليد عن عطاء عن ابن عباس: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وأسماء بنت عيسى (زوج جعفر) قريبة منه، إذ قال: "يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبريل وميكائيل فردى عليه السلام -الحديث- وفيه .. فعوضه الله من يديه جناحين يطير بهما حيث شاء" (٣).


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٦٢.
(٢) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٢٢.
(٣) الإصابة في تمييز أسماء الصحابة ج ١ ص ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>