للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قريش تتهم أبا سفيان بالإسلام]

كانت قريش قلقة أشد القلق حين بعثت بمندوبها أبي سفيان بن حرب إلى المدينة، لأنها تخشى أن يغزوها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن أصبح صلح الحديبية منقوضًا بفعل قريش وبنى كنانة. وزاد من قلق قريش أن طال غياب أبي سفيان. حتى ساورت الشكوك سادات المشركين في مكة فاتهموه بأنه قد أسلم، فقال قائلهم: والله إنا نراه قد صبأ، واتبع محمدًا سرًّا وكتم إسلامه (١).

[هند تحقق مع زوجها أبي سفيان]

وعندما عاد أبو سفيان إلى مكة ودخل منزله. أبلغته زوجه هند أن قريشًا تتهمه ثم استجوبته عما صنع لقريش في المدينة قائلة: لقد حُبِسْتَ حتى اتهمك قومك، فإن كنت مع طول الإقامة جئتهم بنجح فأنت الرجل. ثم دنا منها فجلس مجلس الرجل من المرأة، فجعلت - تستجوبه - تقول: ما صنعت؟ فأخبرها الخبر "كله" وقال: لم أجد إلا ما قال لي علي فضربت برجليها في صدره وقالت: قبحت من رسول قوم (٢).

أبو سفيان يبلغ قريشًا نتائج رحلته

وقد اجتمع أبو سفيان بسادات قريش الذين طلبوا منه إعطاءهم تقريرًا شاملًا عن نتائج رحلته إلى المدينة، فأبلغهم -صراحة بالتفصيل- كل مراحل محاولاته الفاشلة.

قال موسى بن عقبة: وقدم أبو سفيان مكة، فقالت له قريش ما وراءك هل جئت بكتاب من محمد أو عهد؟ .

قال: لا والله وقد أبي عليّ، وقد تتبعت أصحابه فما رأيت قومًا لملك عليهم أطوع منهم له، غير أن علي بن أبي طالب قد قال لي: التمس جوار


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٩٥.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>