للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس عليك ولا تجير أنت عليه وعلى قومك وأنت سيد قريش وأكبرها وأحقها أن لا تخفر جواره، فقصت بالجوار ثم دخلت على محمد فذكرت له أنى قد أجرت بين الناس وقلت: ما أظن أن تخفرنى؟ فقال: أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة؟ - فقالوا له: رضيت بغير رضي وجئتنا بما لا يغنى عنا ولا عنك شيئًا وإنما لعب بك على لعمرو الله، ما جوارك بجائز وإن إخفارك عليهم: لهين (١).

فقال: والله ما وجدت غير ذلك (٢).

وهكذا عاد أبه سفيان من المدينة بخفى حنين -كما يقولون- لم يحقق بمساعيه أي شيء من الهدف الذي من أجله أوفدته قريش.

وإذا كان أبو سفيان لم يجد في المدينة أيّ قبول لطلب سادات مكة وهو تجديد صلح الحديبية. فإنه كذلك لم يستطع الحصول على أية معلومات تؤكد صراحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قرر أن يغزو المشركين في مكة، بل لقد تعمد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يعمي على قريش ويجعلها في حيرة من أمرها حين قال لأبي سفيان - عندما جاء يطلب تجديد الصلح - نحن على مدتنا وصلحنا يوم الحديبية.


(١) البداية والنهاية ج ٢ ص ٢٨٢.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>