ومن أروع الأمثلة التي ضربها النبي - صلى الله عليه وسلم - للقائد اليقظ المتواضع أنه عندما نزل بأصحابه بالقرب من بدر - حيث يربض جيش مكة الضخم قام بنفسه - مع بعض أصحابه - بعملية الاستكشاف لمعرفة أخبار جيش العدو، محاولا بنفسه التعرف على حقيقة قوة هذا الجيش وأين هو.
وبينما كان الرسول يتجول حول معسكر مكة، مع أحد أصحابه مخاطرًا بنفسه، إذا به يقف على شيخ من العرب، فأحب أن يسأله عن قريش، ولكنه خاف أن يشتبه الشيخ فيه ويظنه من جيش المسلمين فسأله عن جيش قريش وجيش المسلمين معًا، زيادة في التكتم والاحتياط.
ولكن الشيخ (بدافع الفضول) قال للنہبي - صلى الله عليه وسلم -: لا أخبركما حتى تخبرانى ممن أَنتما؟ ؟ .
فقال له الرسول إذا أخبرتنا أخبرناك ...
قال الشيخ أو ذاك؟ .
قال النبي، نعم.
قال الشيخ، فإنه بلغى أن محمدًا وأصحابه، خرجوا يوم كذا وكذا، فإن صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به جيش الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنه بلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقنى فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به جيش مكة .. ولما فرغ الشيخ من خبره قال .. ممن أَنتما؟ فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - نحن من ماء ثم انصرف، بعد أن عرف (بالتحديد)