كانت هوازن -كما قلنا - أحد عدوين قويين رئيسيين ظلا على عداء للإسلام وفي حالة حرب معه، وهما هوازن وقريش.
أما قريش، فقد انتهى وجودها السيامى والعسكري والدينى الوثنى بوقوع عاصمتها مكة في أيدى القوات النبوية في العشرين من شهر رمضان عام ثمان للهجرة.
فبقيت (هوازن) وحدها في الميدان، القوة الرئيسية التي عليها أن تواجه الجيش النبوي، وكانت هوازن (كما ذكرنا) ذات قوة عظيمة، وكانت لعدائها للإِسلام ورغبتها في القضاء على قوته العسكرية لينهار من القواعد تعد العدة لمواجهة المسلمين من زمن بعيد يرجع إلى ما قبل فتح مكة.
فقد رأينا كيف أن طلائع الاستكشاف للجيش النبوي (وهو يزحف نحو مكة) ألقت القبض على جاسوس كان يرصد تحركات الجيش النبوي. اتضح على أثر استجواب الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهذا الجاسوس أنه كان يعمل لحساب (هوازن) بعثت به لينقل لها ما تحتاجه من معلومات عن المسلمين وعن قواتهم العسكرية والجهة التي يقصدونها بتحركاتهم (١).
فهوازن (إذن) كانت تستعد للصدام مع المسلمين حتى قبل أن تتم لهم السيطرة على مكة، بان ذلك واضحًا من بثها الأرصاد والجواسيس لرصد تحركات المسلمين.
[المتعداد هوازن للزحف على مكة]
وزاد هوازن إصرارًا على الصدام والدخول في معركة فاصلة مع المسلمين، أن وقعت العاصمة المقدسة مكة في قبضة قوات الجيش الإسلامي.
وبات من المؤكد لدى سادة هوازن الوثنيين أن دورهم في المواجهة الحربية مع المسلمين، لا بد أن يكون قريبًا.
وكانت هوازن مستعدة للصدام المسلح والمواجهة الحربية مع المسلمين قبل
(١) انظر تفاصيل قصة هذا الجاسوس في كتابنا الثامن من هذه السلسلة (فتح مكة).