للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الليالى الأخيرة من الخندق، ورأى شدة الخوف الذي عليه أصحابه دعا ربه قائلًا: اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب .. اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم وزلزلهم .. ثم قام في الناس خطيبًا، فقال "أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإن لقيتم العدو فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف".

وكان من دعائه يوم الخندق" .. "يا صريخ المكروبين، يا مجيب المضطرين إكشف همى وغمى وكربى فإنك ترى ما نزل بي وبأصحابى".

وهذا يدل على أن حالة المسلمين بلغت من التحرج - أمام محاولات الأحزاب الأخيرة المنظمة - أقصى الدرجات وأنهم صاروا في خوف شديد وكرب عظيم لا مثيل له أبدًا.

[قريظة تتحرش بالمسلمين]

ولقد أدركت قيادة الأحزاب ما يعانيه المسلمون من شدة وضيق وكرب وخوف، نتيجة تنظيمات الحصار الجديدة، فشددوا من ضغطهم وضاعفوا من نشاطهم، وأعطوا الإشارة ليهود بي قريظة بأن يبدأوا التحرش بالمسلمين من الخلف، فيشغلوهم ويقلقوهم بالإغارة على الحصون التي قد جمعت القيادة الإِسلامية فيها النساء والذرارى عند إخلاء المدينة، وأن يكونوا على أتم الاستعاد ليقوموا (ساعة الصفر) بالهجوم العام على مواقع المسلمين وراء الخندق.

وقد نفذ اليهود ما طلب الأحزاب منهم، فصاروا يلقون المسلمين ويشوشون عليهم (مع ما هم فيه كرب وبلاء) وبالإغارة على الحصون والآطام التي وضع المسلمون فيها نساءهم وأطفالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>