للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أتبعهم لهذا الصحابي الجليل هاتفًا بهم (في نصح وإخلاص):

"يا قوم أذكركم الله أَن تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر من عدوّهم".

فكان جواب هؤلاء المنافقين الرفض مشفوعًا بقولهم:

"لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم. ولكنا لا نرى أَنه يكون قتال".

فتركهم عبد الله بن عمرو بن حرام بعد أن يئس منهم ورجع عنهم وهو يقول:

"أَبعدكم الله، أعداءُ الله، فسيغني الله عنكم نبيّه".

وفي عبد الله بن أُبَي وزمرته الخائنة، أَنزل الله تعالى قوله:

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} (١).

[فشل مؤامرة التمرد]

لا شك أَن حركة التمرد الخبيثة التي قام بها رأس النفاق في ذلك الظرف، هي مؤامرة خسيسة، قصد بها المنافقون تفتيت وحدة الجيش الإسلامي وإضعاف قوته وهو على أبواب معركة حياة أَو موت، وهي لا شك مؤامرة فظيعة للغاية.

ولكن هذه المؤامرة (ولله الحمد) فشلت فشلًا ذريعًا، إذ لم ينجح رأس النفاق إلا في الانسحاب بأَصحابه من أهل الريبة والنفاق.


(١) آل عمران ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>