وبنزول يهود بني النضير منطقة خيبر الحصينة والغنية بالموارد الزراعية الكبيرة تعاظمت قوة اليهود الدخلاء في هذه المنطقة.
حيث تلاحم سلطان المال الجبَّار الذي يملكه يهود بني النضير المنفيين مع القوة الحربية الكبيرة التي يمتاز بها يهود خيبر ويتفوقون بها على جميع الفئات اليهودية الدخيلة في جزيرة العرب حيث كانوا (بدون جدال) أشجع وأقوى الجاليات اليهودية هناك.
وبنزول يهود بني النضير منطقة خيبر أخذ الخطر الداهم يُطِل برأسه ويهدد المسلمين في يثرب من جديد لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود جالية يهودية كبيرة في يثرب لم يتعرض لها المسلمون بأية مضايقة، لأنها (حتى حملة الأحزاب المخيفة) ظلت على عهدها مع المسلمين، وهي جالية يهود (بني قريظة) التي أغوى زعماءها شيطان بني النضير حيى بن أخطب فغدرت بالمسلمين في أدق ساعات المصير في حياة كيانهم كما جاء ذلك مفصلًا في كتابينا (غزوة الأحزاب، وغزوة بني قريظة).
[قيادية بني النضير]
لقد كان يهود بني النضير سياسيين أكثر منهم حربيين، وكانت الأطماع في السيادة والسلطان لديهم أكثر من أية فئة من فئات اليهود الدخيلة في بلاد العرب.
ولهذا فإنهم لم يكادوا يطأون بأقدامهم منطقة خيبر ويجدون أنفسهم بين أقوى قوة يهودية حربية في جزيرة العرب، حتى عادت أطماعهم الواسعة في السيادة والحكم تراود مخيَّلاتهم.
ولم يجد يهود بني النضير أية صعوبة في القبض على أزمة الأمور في منطقة خيبر حيث تمكنوا بكل سهولة من فرض سيادتهم وسيطرتهم على يهود هذه المنطقة التي بمجرد نزول بني النضير فيها تغير فيها مجرى كل شيء.
وأهم تغيير طرأ على خيبر هو أنها (بعد أن ألقى سكانها اليهود