وفي هذه الحملة العسكرية ارتكب أسامة بن زيد خطأ كبيرًا ندم له أسامة أشد الندم. بلغ به إن أنه صار يقول لشدة أسفه- تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
وتفصيل الحادث؛ أن أسامة بن زيد الذي كان أحد جنود هذه الحملة .. كان أثناء القتال قد التقى برجل كان ضمن عسكر المشركين اسمه: مرداس بن نهيك فحمل عليه أسامة. ولكنه قبل أن يتمكن منه قال لا إله إلا الله محمد رسول الله. غير أن ذلك لم يمنع أسامة من قتله- فقتله. بعد أن كف عنه أحد الأنصار لنطقه بالشهادة.
وكان أسامة قد قتل مرداسًا اعتقادًا منه أنه لم ينطق بالشهادة إلا لينجو من القتل. هكذا كان اجتهاد- أسامة.
[قائد الحملة يجرى التحقيق مع أسامة]
وقد أجرى القائد العام لهذه الحملة تحقيقًا مع أسامة بن زيد أثبت به إدانته بأنه قتل رجلًا مسلمًا. إلا أنه ترك أمره إلى الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - ليرى فيه رأيه.
قال الزمخشرى في الكشاف: إن نهيك بن مرداس كان من أهل فدك (قرية من قرى خيبر). وكان قد أسلم وكان ضمن قومه المشركين أثناء الغارة عليهم. إلا أنه لما رأى خيل المسلمين متقدمة ورأى قومه يفرون أمامها، ألجأ نفسه إلى عاقول من الجبل فلم يهرب وبقى مكانه بثقته بإسلامه فلما تلاحق المسلمون فكبروا بعد النصر كبر مرداس ونزل من العاقول وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقتله أسامة بن زيد وإستاق غنمه- اعتقادًا منه أنه لم يعلن إسلامه إلا خوفًا من الموت.
وقد برر أسامة بن زيد فعله هذا -أثناء التحقيق معه من قبل قائد السرية غالب بن عبد الله الليثي- بأن مرداس بن نهيك لم ينطق بالشهادة إلا بعد أن علاه السيف، الأمر الذي أوجد القناعة في نفس زيد بأن مرداس لم يقلها إلا