للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسجد قباء المشهور، وهو المسجد الذي أشار القرآن الكريم بأنه أسس على التقوى.

[النبي في المدينة]

وبعد تلك الأَيام الأَربع التي قضاها الرسول في قباء، توجه - صلى الله عليه وسلم -، إلى قلب مدينة يثرب، التي أصبحت (بمجرد وصول الرسول إليها) عاصمة الإسلام.

وأثناء سير النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو قلب العاصمة وقف زعماء القبائل اليثربية وعرض كل واحد منهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقيم عنده في العدد والعدة والمنعة، فاعتذر للجميع وامتطى ناقته وأَلقى لها خطامها، فانطلقت في طرق يثرب والمسلمون من حولها في حفل حافل يخلون لها طريقها، وسائر أهل يثرب من اليهود والمشركين ينظرون إلى هذه الحياة الجديدة التي دبت إلى مدينتهم، وإلى هذا القادم العظيم الذي اجتمع عليه من الأوس والخزرج من كانوا من قبل أعداء متقاتلين، ولا يجول بخاطر أحدهم، في هذه البرهة إلى اعتدل فيها ميزان التاريخ إلى وجهته الجديدة، ما أَعدّ القدر لمدينتهم من جلال وعظمة، يبقيان على الزمن ما بقي الزمن.

وجعلت الناقة تسير حتى كانت عند مربد لغلامين يتيمين من بني النجار، هنالك بركت، ونزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنها، وسأل: لمن المربد فأجابه معاذ بن عفراء .. إنه لسهل وسهيل أبي عمرو، وهما يتيمان له، وسيرضيهما، ورجا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذه مسجدًا، وقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر أن يبنى في هذا المكان مسجده وأن تبنى داره (١).


(١) حياة محمد ص ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>