للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طاغية اليهود الأكبر]

ولم يتعظ باقي اليهود بما نزل بيهود بنى قينقاع (وهم أشجع وأقوى يهود يثرب)، بل ازدادوا توغلًا في سبيل الكيد للإسلام والعمل للقضاء عليه بقوة السلاح، إذ رأوا أن غير هذا الطريق الخطر لا يمكن أن يصل بهم إلى أهدافهم الشريرة المبيتة المدروسة.

وكان الطاغية الأكبر والمرابى الشهير وملك المال بين يهود يثرب (كعب بن الأشرف) اليهودى من أشد اليهود استخفافًا بالمسلمين وتحديًا لهم وأكثرهم إيذائًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحريضًا عليه، وكان شاعرًا مجيدًا، فصار بالإضافة إلى كل ذلك يجرح شعور المسلمين فيشبب بنسائهم ويتغزل فيهن بأسمائهن الصريحة.

وكان هذا اليهودى يرجع نسبه إلى قبيلة طئ العربية، وأمه من يهود بنى النضير، وكان له حصن منيع في طرف المدينة جنوب وادي مهزور، يحتوي هذا الحصن على المياه وفيه كل ما يحتاجه وأتباعه من سلاح وذخيرة وفيرة.

[الطاغية ينقض العهد]

وكان أول حافز له على نقض العهد ومحاولة تحطيم المسلمين هو انتصار المسلمين في معركة بدر الكبرى.

وذلك أن هذا اليهودى الكبير لما بلغه انتصار المسلمين في (بدر) ورأى زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة (١) اللذين أرسلهما النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) انظر ترجمتهما في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>