ويمكن تقسيم تاريخ الوجود اليهودى في يثرب إلى قسمين.
القسم الأول: قسم ما قبل الإسلام، وهذا القسم قد مر فيه على اليهود عهدان.
أ - عهد السيطرة والتحكم المطلق في منطقة يثرب.
ب - عهد الإنكسار والهزيمة.
ويبدأ العهد الأول ببداية نزول العنصر اليهودى أرض يثرب، وقد استمر هذا العهد (على ما يقوله الإخباريون) أكثر من ألف سنة.
أما عهد الانكسار فيبدأ بهجرة الأوس والخزرج من مأرب اليمن إلى يثرب وذلك في أوائل القرن الأول للميلاد.
[إخضاع اليهود لسيطرة اليمانيين على يثرب]
لقد ظل اليهود -طيلة ألف ومئتى سنة- سادة يثرب دون منازع يتحكمون فيها تحكمًا استعماريًا (عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا) بالرغم من أن بعض القبائل العربية كانت تساكنهم في هذه المنطقة، فقد كانت هذه القبائل (على ما يظهر وحتى وصول اليمانيين) من الضعف والتفكك بحيث لم تستطع التعرض لليهود ساعة نزولهم يثرب ولم تقم بأية محاولة لمقاتلتهم كدخلاء أجانب. فليس فيما بين أيدينا من مصادر التاريخ شيء يشير إلى أن اليهود (قبل وصول الأوس والخزرج) كانوا يتعرضون لأية مكافحة أو مقاومة في هذه المنطقة.
ظل اليهود هكذا سادة يثرب حتى جاء القرن الميلادي الأول فأرسل الله سيل العرم على سد مأرب الشهير في التاريخ فتهدم، وكانت مملكة