للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وساروا في ذلك الاتجاه حتى استقروا مع من قبلهم في تلك المنطقة من الحجاز (١).

والمستر (أوليرى هذا) يتفق في قوله هذا مع صاحب الأغانى (الأصبهاني) أو هو ناقل عنه.

فقد ذكر الأصبهاني في كتابه الأغانى ج ١٩ ص ١٩٥ طبعة مكتبة دار الحياة: أن الروم لما تغلبوا علي بنى إسرائيل في الشام ونكلوا بهم خرج بنو النضير وبنو قريظة وبنو بهدل هاربين منهم إلى الحجاز.

وأن هؤلاء اليهود الفارين لما وصلوا إلى منطقة يثرب نزلوا الغابة (٢) فوجودها وبيئة فكرهوا الإقامة بها، ولذلك بعثوا رائدا منهم يلتمس لهم مكانًا صالحًا للسكنى نقى الهواء طيب التربة.

فخرج باحثًا عن ذلك حتى قاده البحث والاستكشاف إلى منطقة العالية، وهي بُطحان ومهزور -واديان في حرة- على تلاع أرض عذبة، بها مياه عذبة تنبت حر الشجر.

فرجع إلى قومه بالغابة وأخبرهم بما رأى فقر رأيهم على الإقامة في تلك المنطقة، فنزل بنو النضير ومن معهم على بطحان، ونزلت بنو قريظة وبنو بهدل، ومن معهم على مهزور، فكانت لهم تلاعه وما سقى من بعاث وسموات، وكان يساكن اليهود في يثرب- قبل نزول الأوس والخزرج عليهم - قبائل عربية غير يهودية، منها، بنو الحرمان- حيّ من اليمن- وبنو مرثد- حيّ من بلى- وبنو نيف- وهم من بلى أيضًا- وبنو معاوية- حي من بنى سليم ثم من بنى الحرث ابن بهثة-، وبنو الشطية حي من غسان.


(١) تاريخ العرب قبل الإسلام ج ٦ ص ١٤.
(٢) الغابة موضع يقع شمال المدينة على بعد عدة أميال منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>