للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من انتصار ساحق على أعدائه.

وقد وصل المدينة قبل أن يصل عمرو بجيشه. وحسب رغبة القائد عمرو - قدم للرسول - صلى الله عليه وسلم - تقريرا عن كل الأعمال التي قام بها عمرو في الشمال والنتائج الإيجابية التي انتهت إليها حملة التأديب التي قادها عمرو. وقد سر النبي - صلى الله عليه وسلم - سرورا عظيما بنجاح عمرو في حملته التأديبية.

[ثناء الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أبي عبيدة لسماحة خلقه]

كذلك أخبر عوف بن مالك (حامل بريد القائد عمرو) أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتفاصيل الخلاف الذي حدث بين عمرو بن العاص وأبي عبيدة بن الجراح. وإطاعة أبي عبيدة لعمرو بن العاص. وتسليمه إياه كامل القيادة. فأثنى النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي عبيدة ودعا له قائلًا: يرحم الله أبا عبيدة بن الجراح.

وكان القائد عمرو قد أصابته جنابة من احتلام فتوضأ فقط ثمَّ تيمم وصلَّى بالجيش دون أن يغتسل. لأنَّ البرد كان شديدا. فأنكر عليه البعض. فقال لهم: إن اغتسلت مت.


= أشجع يوم الفتح. . آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي الدرداء. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن عبد الله ابن سلام، وروى عنه أبو مسلم الخولانى وأبو إدريس الخولانى وغيرهما. شهد فتوح الشام. وروى مجالد عن الشعبي. قال: لما قدم عمر الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال: إن رجلًا من المسلمين صنع بي ما ترى. وهو مشجوج مضروب. فغضب عمر غضبًا شديدًا وقال لصهيب الرومى: انطلق فانظر فأتنى به. فانطلق. فإذا هو عوف بن مالك. فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبًا شديدًا فأت معاذ بن جبل فكلمه فإني أخاف أن يعجل عليك، فلما قضى عمر الصلاة. قال أجئت بالرجل؟ قال: نعم. فقام معاذ. فقال: يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل عليه. فقال عمر: مالك وهذا (يعني اليهودى). قال رأيته يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع، فدفعها فصرعت فغشيها أو أكب عليها. قال فلتأتنى المرأة فلتصدق ما قلت فأتاها عوف. فقال له أبوها وزوجها: ما أردت إلى هذا فضحتنا. فقالت المرأة: والله لأذهبن معه. فقالا: فنحن نذهب عنك، فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف. فأمر عمر باليهودى فصلب وقال ما على هذا صالحناكم. قال سويد: فذلك اليهودى أول مصلوب رأيته في الإِسلام. مات عوف سنة ٧٣ هـ في خلافة عبد الملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>