للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كبار أغنياء الصحابة - فكان أوصل الناس لولدها وأبرهم بهم.

[أم سعد بن معاذ]

وقبل أن يدخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - المدينة، جاءت أم سعد بن معاذ (سيد الأنصار) تعدو نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على فرسه آخذ بلجامها.

فقال سعد يا رسول الله .. أُمي .. فقال مرحبًا بها، فوقف لها، فلما دنت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزّاها بابنها عمر بن معاذ (١).

ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل من قتل بأُحد، وقال لأُم سعد: يأُم سعد أبشري وبشري أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعًا، وقد شفعوا في أهلهم جميعًا.

قالت رضينا يا رسول الله .. ومن يبكي عليهم بعد هذا؟ ؟ .. ثم قالت .. يا رسول الله، ادع لمن خلفوا منهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أذهب حزن قلوبهم واجبر مصيبتهم وأحسن الخلف على من خلفوا" (٢).

[جيش النبي يدخل المدينة]

وفي مساء ذلك اليوم، يوم معركة أُحد، وهو اليوم الخامس عشر من


(١) هو عمر بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأوسي الأنصاري - أخو سعد بن معاذ - صحابي جليل، شهد بدرًا، قتله يوم أحد ضرار بن الخطاب، وقال ضرار (حين طعنه فأنفذه) لا تعدمن رجلا، يزوجك من الحور العين، قالها ضرار (استهزاء) وذلك قبل أن يسلم، استشهد عمرو وهو في شرخ الشباب، ابن اثنتين وثلاثين سنة رضي الله عنه.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>