للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملها - وإنما جعلت من ضياعه وسيلة تتحيل بها للبكاء على قتيل لها فقدته في معركة بدر، أنشد قصيدته التي مطلعها:

أتبكي أن يضل لها بعير ... ويمنعها من النوم السهود

فما تبكي على بكر ولكن ... على بدر تقاصرت الجدود

[فداء الأسرى]

وهكذا عاشت مكة فترة من الزمن في ذهول وحزن، وبعد أن هدأت عاصفة الحزن في النفوس أخذ مشركو مكة يفكرون في مصير سبعين أسيرًا من أبنائهم لا يزالون في معسكر المدينة.

وبينما هم كذلك إذا بنص القرار الذي اتخذه مجلس المدينة الأعلى بشأْن الأَسرى يصل إليهم، وكان هذا القرار يقضي بتخييرهم بين الأسر أو دفع الفداء عنهم، ومقداره أربعة آلاف درهم عن كل أسير.

وهنا شرعت مكة في الاتصال بالمدينة وأخذ مندوبوها يتوافدون إلى المدينة لإطلاق سراح الأسرى ودفع الفداء عنهم.

ك يف فدى العباس بن عبد المطلب نفسه

وكان العباس بن عبد المطلب (عم النبي) أحد الأسرى، وهو من أغنياء قريش، فدى نفسه ودفع الفداء عن ابني أخيه عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحرث بن عبد المطلب، كما دفع الفداء عن

<<  <  ج: ص:  >  >>