فرصة أثر الضربة الموجعة التي نزلت بالمسلمين في معركة أُحد، والتي ظنها هؤلاء الأعراب ضربة قاتلة.
فقد طمع هولاء الأعراب الوثنيون في المسلمين وأخذ كل منهم يفكر في ضربهم ويعد العدة للإغارة عليهم وانتهاب أموالهم وسبى نسائهم وذراريهم.
[نشاط الاستخبارات النبوية]
ولم تكن الاستخبارات النبوية العسكرية غافلة عن هذا التفكير والتحرك، فقد كان المسلمون يتوقعون أن يقوم الأعراب بتحركات عسكرية سريعة ضد المسلمين، بعد الذي نزل بهم في معركة أُحد.
ولذك فقد نشطت استخبارات المدينة نشاطًا واسعًا في مجال مراقبة مناطق هؤلاء الأعراب لتكون على علم مسبق بأية حركة يعتزم هؤلاء الأعراب القيام بها ضد المدينة، فتنقل هذه الاستخبارات كل ما يجد بهدا الصدد إلى القيادة العليا في المدينة أولًا بأول.
فصارت القيادة في المدينة على علم تام بأية حركة يعتزم أحد من هؤلاء الأعراب القيام بها ضد المسلمين، وقد ساعد نشاط استخبارات المدينة القيادة فيها على التيقظ والتحرك بسرعة لضرب أية قبيلة تنوى الهجوم على المدينة، وذلك قبل أن تتم هذه القبيلة عمليات الحشد والتجهيز.
فقد سارع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى القيام بعدة حركات عسكرية هجومية حاسمة وسريعة، قادها بسرعة خاطفة إلى منازل هؤلاء الأعراب، فوضع بها حدًّا لأطماعهم وألقى بها عليهم دروسًا عملية قاسية، جعلتهم