للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنَعة ولا رجال ولا حصون، لو بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم مائة رجل لساقوكم إليه، وهنا طلبوا الصلح، فصالحهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن لهم نصف الأرض بتربتها، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصفها (١)، قال الواقدي: وهذا القول أثبت.

وقد تم الصلح بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أن يبلغهم بجيشه، وقد استمروا على حالهم حتى قرر عمر بن الخطاب في خلافته إجلاء يهود خيبر ومعهم يهود فدك، فبعث من خبراء الاقتصاد والمال من الصحابة من يقوّم مزارع فدك وكل أراضيها، وبعد أن تم تقدير قيمتها دفع الخليفة إلى يهودها نصف القيمة التي بلغت خمسين ألفًا أو يزيد ثم أجلاهم مع يهود خيبر إلى الشام (٢). تقدم تفصيله في الفصل الأول من هذا الكتاب.

[فتح وادي القرى]

يقع وادى القرى بين خيبر والمدينة، وهو واد خصب وبه مزارع عظيمة وعيون كثيرة، وكانت تقطنه -عند فتح خيبر- جماعة من اليهود على جانب لا يستهان به من القوة، ولهذا فقد كان يهود هذا الوادي هم الوحيدين من بين الفئات اليهودية التي رفضت -بعد سقوط خيبر- الاستسلام للمسلمين، وقررت مقاومتهم بحدّ السلاح .. وقد كان يهود وادي القرى (كيهود خيبر) يمتنعون بقلاع وحصون حربية، كما أنهم استغاثوا بجمع من الأعراب الوثنيين استعدادًا لمواجهة المسلمين الذين كانوا في طريقهم إلى وادي القرى من خيبر.

وفعلا انضم كثير من الأعراب الوثنيين إلى يهود وادي القرى واستعدوا جميعًا لمقاتلة المسلمين بمجرد وصولهم إلي الوادي.

[اليهود يبدأون القتال]

وكانت العادة المتبعة لدى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يبدأ أحدًا بالقتال حتى ينذر


(١) انظر الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٥٠ و ١٥٢ وسيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٥٣ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٧٥ ومغازى الوقدى ج ٢ ص ٧٠٦.
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢١٨، ومغازى الواقدي ج ٢ ص ٧١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>