للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أَن تهيأ هؤلاء الفدائيون للتوجه إلى خيبر لإنقاذ مهمتهم الشاقة الخطيرة، زودّهم النبي الأَعظم - صلى الله عليه وسلم - بوصاياه الإِنسانية النبيلة المعهودة التي يوصي بمثلها (دائمًا) كل من يريد الإِقدام على أَيِّ عمل حربي .. أَوصاهم بأن لا يقتلوا وليدًا ولا يعتدوا على امرأَة (١).

وبعد أَن تزوَّد هؤلاء الفدائيون الخمسة بتلك الوصايا الإِنسانية النبوية السامية التي لا تزال قاعدة يتبَّعها العالم المتمدن في الحروب العادلة تحرَّكوا من المدينة نحو منطقة خيبر.

وكان ذلك في أَواخر السنة السادسة للهجرة في شهر رمضان (٢).

[الفدائيون في خيبر]

ولم تكن إلا عدة أيام حتى كان الفدائيون الخمسة في مدينة خيبر.

لقد كان دخول العرب إلى منطقة خيبر غير مستنكر لا سيما وأن أهلها (وخاصة أبا رافع المطلوب القضاء عليه) مرابون يقرضون الأعراب فروضًا ربوية تقوم عليها تجارة هؤلاء اليهود في خيبر بل في جميع أنحاء جزيرة العرب .. فالربا صفة تجارية ملازمة لليهود أينما حلّوا.


(١) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٧٤ طبعة الحلبي.
(٢) على ما حققه أبو محمد بن حزم في كتابه (جوامع السيرة) وعلى أساس أن غزوة الأحزاب وقريظة حدثتا في السنة الرابعة من الهجرة كما حققه أبو محمد واعتمدناه.
في كتابنا (غزوة الأحزاب)، يرى ابن سعد في طبقاته الكبرى ج ٢ ص ٩١ أن سرية عبد الله بن عتيك سنة ست من الهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>