وتطهيرها من شرور دسائسهم ومؤامراتهم، كما حدث لبني قريظة وبني قينقاع وبني النضير , كما سنفصل ذلك في أَول حديثنا عن معركة أُحد وغزوة الأَحزاب إن شاء الله.
[موقف الأعراب بعد المعركة]
أما الأعراب - وخاصة الضاربين حول المدينة - فقد كان وقع انتصار المسلمين شديدًا على نفوسهم.
فقد اضطربوا لهذا الانتصار وأَصابهم الذعر، وخافوا أَن تقوم للإسلام دولة في المدينة تحول بينهم وبين ما أَلفوه (حسب شريعة الغاب) من السلب والنهب الذي هو مصدر رزقهم وعليه يقوم كيانهم.
وهذا هو المصدر الرئيسى لقلقهم من انتصار المسلمين، أَما مسأَلة الكفر أَو الإِيمان فإنها ليست ذات أَهمية بالنسبة لهؤلاء الأَعراب، إذا قيست بمسأَلة حرصهم وإصرارهم على إخضاع المنطقة لرماحهم ينهبون ويسلبون في ظلها، كما هي شرعة الجاهلية في جميع مناطق الأَعراب. فباعث قلق الأَعراب من انتصار المسلمين في هذه المعركة وانتشار نفوذهم لم يكن باعثًا سياسيًا أو عقائديًا، وهذا عكس ما عليه أَهل مكة الذين يعتبرون أَنفسهم حراس الوثنية وسدنة الكعبة، والزعماء الروحيين لجميع المشركين في الجزيرة بحكم وجودهم في منطقة الحرم التي يعظمها ويحج إليها جميع الوثنيين على اختلافهم في تعدد الآلهة التي يعبدون من دُون الله.
كما أَن قريشا كانت تعتبر من الناحية السياسية والمدنية والعسكرية