وتمشيًا مع النية المبيتة والمخطط المرسوم لدى هؤلاء اليهود، استمروا في تحرشهم بالمسلمين واستفزازهم ومحاولة إثارتهم وجرهم إلى حرب يرغب اليهود (سلفًا) في إثارتها، وما زالوا كذلك حتى نشبت الحرب بين الفريقين بعد أن تزايد طغيان اليهود إلى درجة نقضوا معها الذي بينهم وبين المسلمين.
وقد ذكر ابن إسحاق أن سبب هذه الحرب هو أن امرأة مسلمة جاءت بحلى لها لتبيعه في سوق بني قينقاع في المدينة، ولما جلست اجتمع عليها نفرم من اليهود يستفزونها ويتحرشون بها فأرادوها على كشف وجهها فأبت ذلك، فعمد أحد اليهود إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها وهي غافلة، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهود منها وسخروا، فصرخت مستغيثة بالمسلمين الذين كان أحدهم حاضرًا فوثب المسلم على اليهودى المعتدى فقتله، فشد اليهود على المسلم فقتلوه فوقع الشر بينهم، يقول ابن إسحاق إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الحادث ضرب الحصار على اليهود ولم يذكر تفصيلًا آخر.
[مناقشة ابن إسحاق]
غير أن الباحث المتعمق المتجرد يجد من الصعب عليه التسليم بأن هذا الحادث الفردى هو المبرر الوحيد لضرب النبي - صلى الله عليه وسلم -، الحصار على بنى قينقاع، فلا بد أن يكون من الأسباب ما هو أكبر من هذا الحادث قد