للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبوية الصادرة بعدم قتله، وذلك أن المجذر (١) بن زياد البلوى قد لقيه في المعركة، وقال له يا أبا البحترى إن رسول الله قد نهانا عن قتلك، وكان مع أبي البحتري زميل له يقاتلان سويا - فقال وزميلي؟ .

فأبلغه المجذر أن الأمر صادر بشأنه فقط، أما زميله فلا يمكن تركهـ بتاتًا.

فرفض أبو البحترى الحياة، وقال، إذن، لأموتن أنا وهو جميعًا ثم اندفع يقاتل وهو يقول:

لن يسلم ابن حرة زميله ... حتى يموت أو يرى سبيله

فاضطر المجذر إلى مقاتلته، فما زال يجاوله حتى قتله.

[انتهاء المعركة ورأس أبي جهل]

وبعد أن انتهت المعركة أمر الرسول بجمع الغنائم والأسلحة التي غنمها المسلمون، فأخذ الجند في جمعها.

كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتحقق من مصير الطاغية أبي جهل، وأخبر من لم يعرفه، بأن به علامة فارقة - أثر جرح في ركبته أصابه على أثر عراك حدث بينه وبين النبي وهما غلامان صغيران في مكة - فانتشر الجند في أرجاء المعركة يبحثون عن أبي جهل ..


(١) هو المجذر بن زياد بن عمرو بن أخزم البلوي، وبلى -بفتح الباء وكسر اللام- قبيلة عظيمة من قضاعة من القحطانية، مساكنها تقع بين المدينة ووادي القرى .. شهد المجذر أحدًا وقتل فيها شهيدًا، كان المجذر في الجاهلية قتل سويد بن الصامت، فلما كان يوم أحد قتل الحرث بن سويد المجذر غدرًا وكان في جيش المسلمين ثم هرب إلى مكة مرقدًا ثم أسلم بعد الفتح فقتله الرسول صلى الله عليه وسلم بالمجذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>