للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى البخاري أَن سعد بن الربيع) (١) عرض على عبد الرحمن بن عوف (٢) أن يأْخذ نصف ماله (وكانا قد آخى بينهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد قال سعد لعبد الرحمن .. إني أكثر الأَنصار مالًا، فاقسم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أَعجبهما إليك، فسمها لي أُطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال عبد الرحمن .. بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ ؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أَقط وسمن ... ثم تابع الغدو .. ثم جاء يومًا، وبه أَثر صفرة، فقال النبي مهيم (سؤال عن حاله) قال: تزوجت، قال كم سقت إليها؟ قال نواة من ذهب.

[أهم دعائم المجتمع الجديد]

وهكذا نجح الرسول - صلى الله عليه وسلم - في إقامة المجتمع الإسلامي الجديد على دعائم قوية راسخة، أَهمها الموحدة الصحيحة إلى أَقامها بين قبيلتي الأَوس والخزرج، والتي لم تشهد يثرب مثلها في تاريخها .. وحدة استل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - من النفوس جميع ما خلَّفه ماضى الجاهلية من حزازات النعرة وسخائم العصبية.

وقد استفادت الدعوة الإسلامية من هذه الموحدة إلى أقامها الرسول بين قبائل الأَوس والخزرج استفادة كبرى، وخاصة في المجال العسكري.

[الأنصار في الميزان الحربي]

فقد كانت القبائل القحطانية من الأَوس والخزرج تتمتع بطاقات


(١) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة أحد).
(٢) ستأتي ترجمته في هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>