عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم يبق لإنفاذها إلا توقيع الطرفين عليها وإشهاد الشهود.
[استشارة الأنصار]
ويظهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد اشترط موافقة سادة الأوس والخزرج من الأنصار على هذه الاتفاقية لتكون نافذة المفعول، لأن ثمار المدينة هي ملك للأنصار وحدهم، ولا يمكن التعهد بإعطاء أحد شيئًا من هذه الثمار دون موافقة مالكيها وخاصة إذا كان الأمر اجتهادًا سياسيًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - لا وحيًا من السماء.
ولهذا -وقبل التوقيع على هذه الاتفاقية- استدعى النبي - صلى الله عليه وسلم -، سعد بن معاذ (سيد الأوس) وسعد بن عبادة (سيد الخزرج) وشرح لهما -بحضور عيينة بن حصن والحارث بن عوف- ما دار بينه وبين هذين القائدين وما توصل إليه من اتفاق معهما تنسحب بموجبها وتفك الحصار عن المدينة جميع قبائل غطفان (التي يتكون منها العمود الفقرى لهذا الغزو الكبير) مقابل إعطائها ثلث ثمار المدينة.
ثم استشار النبي - صلى الله عليه وسلم - السعدين في الأمر -وخاصة البند المتعلق بإعطاء ثلث ثمار المدينة لغطفان- وطلب منهما إبداء رأيهما الأخير في هذه الاتفاقية.
[سادة الأنصار يرفضون الصلح]
وبعد أن استمعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأطلعا علي بنود الاتفاقية - لم يعجبهما ولم يرق لهما البند المتعلق بإعطاء غطفان ثلث ثمار المدينة، فلم يلق قبولًا من نفسيهما بل استعظماه.