وبعد أن اطمأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى وضع فصيلة الرماة التي تمركزت في الجبل أخذ يهيئ الصفوف ويوزع المسئوليات على القادة.
لقد كان الوضع دقيقًا جدًّا بالنسبة للمسلمين، فقد كان التفاوت في العدد والمداد وجوده التسلح بين الفريقين كبيرًا جدًّا.
فقد كانت النسبة في العدد، كل مسلم مقابل أربعة من المشركين (على الأقل)، كما أن المشركين يمتاز جيشهم بكتيبة سلاح الفرسان التي تتألف من مائتي فارس، في حين أن جيش الإسلام ليس فيه من هذا السلاح سوى فرس واحد فقط. يضاف إلى هذا أن أكثر رجال الجيش الإسلامي من الحاسرين، إذ لا يوجد بيھنهم سوى مائة من لابسي الدروع.
بينما يوجد في جيش مكة من لابسي الدروع سبعمائة مقاتل، وهو عدد يوازي جيںش المدينة بأكمله.
فكل هذا التفاوت يستوجب الاهتمام والملاحظة والدقة والتركيز في وضع الخطط واختيار الأكفاء من الشجعان ليكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة الموقف والثبات عند الصدمة الأولى.
ولقد نجح الرسول - صلى الله عليه وسلم - في التعويض عن النقص العددي في رجاله، باختياره نخبة ممتازة من صناديد المسلمين ورجالاتهم المشهورين بالنجدة والبسالة، والذين يوزنون بالآلاف، وجعلهم في مقدمة، الصفوف ليكونوا طليعة جيشه حين تلتحم الجموع.
وفي مقدمة هؤلاء حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب والزبير بن العوام وأبو بكر الصديق ومصعب بن عمير