طالب: لا يصيب المشركون منا مثلها حتى يفتح الله علينا، وفعلًا فبعد معركة أحد لم تنتكس للنبي راية حتى لقى ربه.
[كيف تلقت المدينة نبأ الكارثة؟]
قبل سنة تمامًا من معركة أُحد كانت مكة تخيم عليها سحابة من الحزن العميق، فقد تلقت على أيدي المسلمين (في معركة بدر) ضربة موجعة مذهلة مزلزلة، حيث فقدت يوم ذاك سبعين قتيلًا فيهم الكثير من قادتها وأشرافها كما أصاب الذل والهوان سبعين محاربًا من أبناء مكة وقعوا في أسر المسلمين يوم بدر، فكان (يوم ذاك) أول فاجعة من نوعها تصاب بها مكة في تاريخها.
ويشاء الله أن يمتحن المسلمين بعد سنة من هزيمة المشركين في بدر، وكان الامتحان والاختبار هو ما أصابهم في معركة أُحد.
ومن عجائب صنع الله أن عدد القتلى الذين خسرهم المسلمون في معركة أُحد هو نفس العدد الذي خسره المشركون (قبل سنة في معركة بدر) إلا أنه لم يقع أحد من المسلمين في أسر المشركين يوم أُحُد، بينما وقع سبعون أسيرًا من أهل مكة في أيدى المسلمين يوم بدر، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا بقوله:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} يعني سبعين قتيلًا في أحد {قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيهَا} يعني قتل سبعين مشركًا وأسر سبعين في بدر {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا}(١).