للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فتح حصن النزار]

كان حصن (النزار) هو الحصن الثاني من حصون (الشق) والحصن الخامس والأخير من حصون القسم الأول من مدينة خيبر، والتي تحصّن فيها اليهود وقاتلوا المسلمين دفاعًا عن كل حصن منها قتالًا عنيفًا ضاريًا كما تقدم تفصيله.

[أمنع حصن في خيبر]

وكان آخر أمل لليهود معقودًا على حصن النّزار لأنه كان أمنع وأحصن وأقوى حصن في خيبر على الإِطلاق (١) ولذلك كان قادة فلول اليهود المنهزمة من النطاة والشق، بل ويهود الشطر الثاني من مدينة خيبر (جماعة بني أبي الحقيق من بني النضير) يعتقدون أن المسلمين ستعجز وحداتهم عن اقتحام هذا الحصن لمناعته وقوة تحصيناته.

[النساء والذرية في حصن النزار]

وقد كان اليهود في جميع الحصون الأربعة التي قاتلوا المسلمين منها في النطاة والشق لا يسمحون للنساء والذرية بالبقاء معهم في هذه الحصون الأربعة وإنما يجعلونها مناطق حربية محظور على غير المقاتلين البقاء فيها، وذلك خوفًا من أن يقع النساء والذرية سبايا في أيدى المسلمين (٢)، كان قادة اليهود (بالرغم من قوة هذه الحصون الأربعة) غير واثقين من قدرتها على الصمود طويلًا أمام هجمات المسلمين، ولهذا جرّدوها للمقاتلين فقط وأجلوا عنها النساء والصبيان، ولهذا لم يقع أحد من النساء والذرية في قبضة جيش الإِسلام، عند استيلائه على هذه الحصون الأربعة (٣).


(١) مغازى الراقدى ج ٢ ص ٦٦٩.
(٢) انظر أوسع التفاصيل عن وجهة نظر الإسلام في إباحته إسترقاق النساء والذرية في حالة الحرب، وأن هذا العمل ليس أكثر من عمل حربى مقابل لا مناص للسلمين من القيام به إزاء أعدائهم الذين يستبيحون (في نفس الوقت) استرقاق وسبى نساء وأطفال المسلمين إذا ما وقعوا في قبضتهم. انظر كل هذه التفاصيل في الفصل الرابع من كتابنا (غزوة بني قريظة) ص ٢٨٣ تحت عوان (الإسلام والرق).
(٣) انظر مغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>