فتاريخ اليهود في خيبر لم يكتب ويشتهر إلا بعد أن جاء الإسلام وقد بدأ هذا التاريخ (وهو تاريخ أسود) بهجرة يهود بنى النضير المنفيين من يثرب، وانتهى بنفى اليهود كليًّا من جزيرة العرب في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كما سيأتي تفصيله في كتابنا الخامس من سلسلة معارك الإسلام الفاصلة (غزوة خيبر) إن شاء الله.
[اليهود في الشمال]
أما المنطقة الثالثة التي تمركز فيها اليهود من جزيرة العرب. فهي نقاط محددة في الشمال الممتد من وادي القرى حتى مقاطعة تيماء في أقصى الشمال.
والمنطقتان اللتان اشتهرتا بتمركز اليهود فيهما هما وادي القرى وتيماء وهما بقعتان خصبتان بهما العيون والمياه.
فقد ذكر التاريخ أن هاتين البقعتين كان بهما جاليات يهودية قبل الإسلام، ولا يعرف بالضبط تاريخ وجود هذه الجاليات كما هو الحال بالنسبة لتاريخ الوجود اليهودى في يثرب وخيبر، وتاريخ اليهود في هاتين المنطقتين ليس بذى بال (سواء قبل الإسلام أو بعده) إذا ما قورن بتاريخ اليهود في يثرب وخيبر واليمن، وخاصة تاريخ يهود وادي القرى إذ لم يسجل التاريخ لهم أكثر من ذكر وجودهم في هذه المنطقة.
وكل ما ذكره التاريخ عن يهود وادي القرى (الواقعة منازلهم بين المدينة وخيبر) بعد الإسلام هو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما عاد من المدينة بعد أن فتح الله عليه خيبر مر بوادى القرى فدعا اليهود فيه إلى الإسلام فأبوا إلا