"يا أبا حذيفة، لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء" أو كما قال؟ ؟
فقال الشاب المؤمن - وقد اجتاح الأسى كل جوانب قلبه - لا والله يا رسول الله، ما شككت في أبي ولا في مصرعه، ولكنني أعرف من أبي رأيا وحلمًا وفضلا، وكنت أرجو أن يهديه الله للإسلام، فلما رأيت ما أصابه وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجوه أحزنني ذلك، فدعا له الرسول - صلى الله عليه وسلم - بخير وقال له خيرًا.
ولقد كان أبو حذيفة صادقًا، فقد كان أبو عتبة، هو الذي قال فيه الرسول -كما تقدم- وقد رآه قبل المعركة راكبًا جمله الأحمر .. إن يكن في أحد من القوم خير، ففي راكب جمله الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا، كما أن عتبة هذا هو الذي حمل لواء المعارضة في جيش مكة في بدر ودعا إلى موادعة النبي والعودة إلى مكة بالجيش دونما قتال، ولكن أبا جهل جعله -كما تقدم- أمام الأمر الواقع.
[ابن الخطاب يقتل خاله]
وقال كان من روائع الثبات على العقيدة التي تجلت في معركة بدر أن قتل عمر بن الخطاب خاله العاص بن هشام بن المغيرة، كما طلب أبو بكر الصديق مبارزة ابنه عبد الرحمن الذي كان في جيش المشركين.
[أين دعاة العنصرية؟ .]
فأين دعاة القومية العنصرية الذين يزعمون (زورًا وكذبًا) أن رابطة الدم واللغة أقوى من رابطة العقيدة والدين؟ .