الميدان حتى أنتنت، وهذه المعركة دارت بين ثقيف وهوازن بالقرب من الطائف.
كما حاربت هوازن في الجاهلية كنانة وانتصرت عليها، وكنانة قبيلة عظيمة تقع في الحجاز على محور يدور بين قريش وسُليم وخزاعة وهوازن. وكانت كنانة حليفة لقريش. وكان اليوم الذي دارت فيه المعركة بين كنانة وهوازن يسمى يوم شمظة.
كذلك في الجاهلية حاربت هوازن بني الحارث بن كعب وهي من أعظم القبائل القحطانية الساكنة بنجران وما حواليها.
هوازن وحروب الفِجَار
ولعل أشهر حروب هوازن في الجاهلية هي حروب الفجار (١) وكانت الحروب كلها بين هوازن من جهة وبن كنانة وقريش من جهة ثانية.
وكانت هذه الحروب أربع كلها تقع في الأشهر الحُرمُ حيث يجتمع العرب في سوق عكاظ. وكانت أخطر هذه الحروب وأشدها ضراوة حروب الفِجار الرابعة التي استمرت عدة سنوات وقتل فيها مجموعة هائلة من شيوخ وسادات الفريقين. ونحن نذكر باختصار هذه الفِجارات الأربع:
الفجار الأول: وسببه أن رجلًا من غفار ثم من بني كنانة يقال له بدر بن معشر، كان قد حضر سوق عكاظ، وكان متكبرًا ويتحرش بالناس ويتحداهم، وكان قد اتخذ مجلسًا وبسط فيه رجليه وينادى: أنا أعزّ العرب، فمن زعم أنه أعز منى فليضرب هامتى بالسيف. فمر به رجل من بني نصر من هوازن يقال له الأحمر بن مازن بن أوس، فتحداه وضربه بالسيف فبتر رجله. وكادت الحرب الشاملة تنشب بين الفريقين إلا أن العقلاء تداركوا الأمر، واصطلحوا فيما بينهم.
(١) سميت هذه الحروب باسم حروب الفجار. بمعنى المفاجرة، مثل القتال والمقاتلة، وذلك أن القوم تحاربوا في الأشهر الحرم، ففجروا فيها، ولذلك سموا الفجار.