للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفجار الثاني: وسببه أن فتية من قريش وكنانة تحرشوا في سوق عكاظ بامرأة من هوازن من بني عامر بن صعصعة ونالوها بإهانة. فغضبت لذلك هوازن ودارت الحرب بين الفريقين، ولكن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف سيد قريش، نجح في إيقاف هذه الحرب حيث اعتذر لهوازن باسم قريش عما بدر من فتيانها حيال المرأة العامرية ثم دفع ديات قتلى هوازن ولم يحسب قتلى قريش وكنانة فرضيت هوازن.

الفجار الثالث: وكان سببه أن رجلًا من بني جشَم من هوازن له دين على رجل من بني كنانة، فماطله طويلًا، فلما أعياه عمد أبي التشهير به في سوق عكاظ، حيث أخذ قردًا ثم صار يطوف على القبائل مناديًا: من يبيعنى مثل هذا الرُّباح بما لي على فلان بن فلان الكناني، فلما طال بذلك نداؤه وتعييره به كنانة، مر به رجل من بني كنانة فضرب القرد بسيفه فقتله، فتداعى الفريقان للحرب، إلا أن العقلاء من الفريقين حجزوا بينهم، وقالوا: أفي قرد تريقون دماءكم. ثم حسم الموقف عبد الله بن جدعان كريم قريش المشهور، وضمن للهوازنى ماله الذي له على الكناني ودفعه إليه. وانتهت المشكلة.

الفجار الرابع: وهو أخطر الفجارات الأربع حيث بسببه دارت بين هوازن من جهة وبين قريش وكنانة من جهة ثانية خمس حروب طاحنة سقط فيها عدد هائل من الضحايا من الفريقين .. ولم تتوقف هذه الحروب إلا بعد أن شعر الفريقان بالدمار، فأجروا فيما بينهم مفاوضات انتهت بالصلح.

أما سبب هذه الحروب والمشهورة بكرب الفجار. والتي كان بين بدايتها وبين مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ست وعشرون سنة (١)، هو أن رجلًا من بني ضِمرة بن بكر من كنانة، كان سكيّرًا مدمنًا وفاسقًا، اسمه البرَّاض بن قيس بن رافع، فخلعه قومه وتبرأوا منه لسوء سلوكه. فلجأ إلى قريش في مكة، وحالف حرب بن أمية بن عبد شمس، فأحسن إليه، ولكن البكرى (البرَّاض) الخليع عاد سيرته الأولى فسكر وعربد في مكة، فهمَّ حرب بن أمية أن يخلعه ويتبرأ من حلفه. ولكن البراض رجا حرب بن أمية أن لا يفعل، وأن


(١) الأغانى ج ١٩ ص ٧٥ طبعة بولاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>