الشرقية، فيفصل (تمامًا) بين معسكر الأحزاب الوقع في الناحية الشمالية حول (أُحد ومجمع الأسيال) وبين معسكر الإسلام الواقع أمام جبل سلع وعند مداخل المدينة الشمالية الواقعة ما بين الحرتين.
كما يتناول المشروع حفر خنادق جزئية ثانوية يرتبط بعضها ببعض تمتد من طرف الخندق الرئيسى عند الطرف الغربي لجبل سلع وتتجه جنوبًا حتى مجمع وادي بطحان ورانونا بحيث تجئ هذه الخنادق المترابطة خلف المسجد النبوى من الناحية الغربية (١).
وبموجب الخريطة الموضوعة للخندق شرع رجال الجيش في حفره فورًا، وكان الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - يشترك معهم في الحفر، فكان يعمل كأى فرد من المسلمين حتى انتهى حفر الخندق.
وقد باشر جند الإسلام في الحفر بجد وتصميم ومثابرة، وكانت قيادة المدينة قد قررت بذل الجهد لإنجاز حفر الخندق قبل أن تصل جيوش الأحزاب إلى ضواحي المدينة، وذلك أن هذا الخندق هو الذي سيكون خط الدفاع الرئيسى عن العاصمة، ولهذا كان لا بد من إنجازه قبل وصول جيوش العدو.
[الجيش هو الذي حفر الخندق]
وكان الذي قام بحفر الخندق هم أفراد الجيش الإسلامي فقط (بما فيهم النبي القائد) لأنهم ليس لهم خدم ولا عبيد (كالأمم الأخرى) يسخرونهم لمثل هذا العمل العسكري الشاق.