للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد دعا طلحة العبدري هذا المسلمين إلى البراز، فأحجم الناس عنه ولكن الزبير بن العوام أجابه إلى البراز، ولما كان طلحة راكبًا جملًا، لم يهمله الزبير حتى ينزل الأرض، بل وثب إليه وثبة الليث حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض وبرك عليه ثم عاجله بطعنة من سيفه فصلت رأسه عن جسده.

[حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم]

وكان النبي القائد يرقب صراع الزبير مع قائد حملة لواء مكة، فلما قتل الزبير طلحة بن أبي طلحة (وهو كبش الكتيبة كما يقول ابن سعد في طبقاته) سر النبي - صلى الله عليه وسلم - سرورًا عظيمًا، ورفع صوته بالتكبير، فكبر المسلمون لتكبيره، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أثنى على الزبير بن العوام لقتله حامل لواء المشركين، فقال في حقه: "إن لكل نبي حواريًّا وحواريي الزبير" (١) وأنه - صلى الله عليه وسلم - قال أيضًا بعد أن صرع الزبير حامل اللواء: "لو لم يبرز إليه الزبير لبرزت أنا إليه، لما رأيت من إحجام الناس عنه" (٢).

[إبادة حملة المشركين]

وبعد أن قتل الزبير قائد حملة اللواء طلحة بن أبي طلحة تعاقب بنو عبد الدار لحمله حتى أبادهم المسلمون جميعًا، فقد حمل اللواء - بعد أبي


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٨.
(٢) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>